عاشوا في حياتي
نبذة عن الكتاب
يعود الكاتب الكبير أنيس منصور في كتابه عاشوا في حياتي إلى ذكرياته مع كبار المفكرين والأدباء الذين التقاهم وتركوا أثراً عميقاً في حياته. ومن أكثر الحكايات اللافتة في الكتاب تلك التي يرويها عن علاقته بالعقاد، الرجل الذي كان يحترمه تقديراً بالغاً ويحرص على التواصل معه بصورة يومية.
يحكي أنيس منصور أنه فوجئ ذات يوم بمقال من العقاد في جريدة أخبار اليوم" يحمل شيئاً من المداعبة القاسية. كانت المفاجأة أشد عليه لأنه لم يتوقع هذا الأسلوب من العقاد، ولا أخبره به رغم اتصاله المستمر به. ويقول إنه تضايق، وقرر أن ينتظر مناسبة للرد على العقاد أو نقده في مقال آخر.
وجاءت الفرصة حين كتب العقاد مقالاً عن "مسرح العبث"، وظن أنيس منصور أن العقاد أخطأ في معلومة تخص اللغة اليونانية التي درسها. أعدّ مقالاً قوياً ينوي فيه الرد، بل استعارة بعض عبارات العقاد الشهيرة التي يوجّهها إلى النقاد حين يُخطئون.
وقبل أن ينشر مقاله، اتصل بابن أخ العقاد، عامر العقاد، وأخبره بما ينوي القيام به، وأشار إلى الخطأ اللغوي الذي سيبني عليه هجومه. وبعد دقائق عاد عامر إليه برسالة من العقاد:
احترس… أنت الغلطان.
يقول أنيس منصور إنه ذُهل، ونزل مسرعاً ليعود إلى المراجع، وفتح الصفحة التي ذكرها العقاد، ليكتشف المفاجأة:
العقاد كان على حق تماماً!
عندها مزّق المقال، وشعر بالضيق، لكنه أحسّ بالارتياح لأن العقاد ما يزال الرجل الدقيق، الواثق من علمه، الكبير بعقله ومعرفته.
يحفل كتابعاشوا في حياتي" بمثل هذه القصص الصادقة والمؤثرة، التي تجسّد روح تلك المرحلة الأدبية، وتكشف عن لمحات إنسانية وفكرية لمن عاشوا في حياة الكاتب.
هذا الكتاب من تأليف أنيس منصور، وحقوق النشر محفوظة لجهة الإصدار.